( الخامس ) خلق البحار سبعة قوله تعالى والبحر يمده من بعده سبعة أبحر أولها بحر طبرستان والثانى بحر كرمان والثالث بحر عمان والرابع بحر القلزم والخامس بحر هندستان والسادس بحر الروم والسابع بحر المغرب قال الله تعالى وهو الذى سخر البحر الاية قال تعالى جمعت فى البحر مائين مختلفين هذا عذب فرات سائغ شرابه وهذا ملح أجاج وجعلت بينهما برزخا لا يختلط أحدهما بألاخر نظيره أخرجت من بين فرث ودم لبنا خالصا سائغا وجعلت بينهما حاجزا لا يختلط اللبن بالدم والدم باللبن ونظيره جمعت الشهد والسم فى النحل فالسم سبب هلاك الاحياء والشهد سبب شفاء المرضى وجعلت بينهما حاجزا لا يختلط احدهما بألاخر ونظيره كذلك جمعت فى المؤمن النفس والقلب فالنفس تميل الى الدنيا والقلب يميل الى العقبى فأعطيت له الدين مع الدنيا وجعلت بينهما حاجزا فلا تضر الدنيا بالدين ولا يضر الدين بالدنيا بفضلى وكرمى .
( السادس ) خلق أعضاء الادميين سبعة اليدين والرجلين والركبتين والوجه وهى أعضاء السجود وقال بعض العلماء أعضاء الادمى سبعة أولها الدماغ والثانى العروق والثالث العصب والرابع العظام والخامس اللحم والسادس الدم والسابع الجلد قوله تعالى لتركبن طبقا عن طبق قال أهل الاشارة خلق الله عز وجل الادمى على سبعة أعضاء وخلق فيها جميع ما خلق فى السموات والارض فنفس الادمى ظاهره وباطنه عالم والسماء والارض وما بينهما عالم فنفس الادمى هى العالم الاكبر والسماء والارض هى العالم الاصغر . وفى الخبر خلق الله تعالى الحسن على سبعة أقسام اللطافة والملاحة والضياء والنور والظلمة والرقة والدقة ولما خلق الله تعالى العالم فرق هذه الاقسام على الاشياء وجعل لكل شيئ قسما واحدا فجعل اللطافة للجنة والملاحة للحور العين والضياء للشمس والنور للقمر قوله تعالى هو الذى جعل الشمس ضياء والقمر نورا والظلمة لليل والرقة للماء والدقة للهواء وزين السماء والارض بهذه الاقسام وهى العالم الاصغر وخلق أدم وحواء وهو العالم الاكبر وزينه بهذه الاقسام فجعل اللطافة لروحه والملاحة لخده والضياء لوجهه والنور لعينيه والظلمة لشعره والرقة لقلبه والدقه لسره وكان ابن ادم أحسن من كل شئ واجتمع فيه ما تفرق فى كل الاشياء فان كان للسماء علو فللادمى القامة وان كان فى الفلك شمس وقمر فاللادمى عيناه وان كان للفلك نجوم فاللادمى الاسنان وان كان للسماء القطرة فاللعين الادمى العبرة وان كان للسماء صاعقة فاللادمى عطسة وان كان للارض القرار فللادمى السكون والوقار وان كان فى الارض انهار فللادمى العروق والشعور وعوض النبات ( نوع اخر ) ان كان فى السماء العرش فهمه المؤمن أعظم منه وان كان فى السماء الجنة ففى المؤمن القلب وهو أزين منها لان الجنة محل الشهوة والقلب محل المعرفة وخازن الجنة رضوان وخازن قلب المؤمن الرحمن وقد روى ان نبيا من الانبياء ناجى ربه فقال ألهى لك مسلك خزانة فما خزانتك قال الله تعالى لى خزانة أعظم من العرش وأوسع من الكرسى وأطيب من الجنة وأزين من الملكوت قلب المؤمن أرضه المعرفة وسماؤه الايمان وشمسه الشوق وقمره المحبة ونجومه الخواطر وترابه الهمة وجداره اليقين وسحابه العقل ومطره الرحمة وأشجاره الطاعة وأثماره الحكمة ولها اربعة اركان ركن من التوكل وركن من الصبر وركن من اليقين وركن من العزة ولها اربعة ابواب باب من العلم وباب من الحلم وباب من الرضا وباب من الصبر وعلى الكل قفل من الفكر ألا وهو القلب كما قال الله تعالى وفى أنفسكم أفلا تبصرون تفكر ياأبن ادم خلقتك وصورتك على سبعة أعضاء وعلى سبعين مفصلا ومائة وثمانية واربعين عظما وثلثمائة وستين عرقا وسائر الاعضاء حياتها بروح واحدة وكذلك العرش والكرسى والجنة والنار واللوح والقلم والسماء والارض والانهار والبحار والانبياء والملائكة والجن والانس من العرش الى الفرش ومن الفلك الى السمك ومن العلا الى الثرى أجناس مختلفة الصور وخالقهم الواحد القهار العزيز الجبار سبحانه جل شأنه .