( المجلس الثالث فى يوم الاثنين ) * قال الله تعالى لا تتخذوا ألهين اثنين وقال أنس بن مالك رضى الله عنه سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن يوم الاثنين فقال يوم سفر وتجارة قالوا كيف ذلك يارسول الله قال لآن فيه سافر شيث النبى عليه السلام للتجارة وربح فى تجارته .
( بساط المجلس ) قال بعض العلماء خص الله تعالى يوم الاثنين بسبع فضائل ألاولى ان أدريس عليه السلام صعد الى السماء يوم الاثنين والثانية ذهب موسى عليه السلام الى الطور فى يوم الاثنين والثالثة نزل دليل واحدانية الله تعالى يوم الاثنين والرابعة ولد رسول الله صلى الله عليه وسلم فى يوم الاثنين والخامسة أول ما نزل جبريل عليه السلام الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فى يوم الاثنين والسادسة تعرض اعمال الامة على رسول الله صلى الله عليه وسلم فى يوم الاثنين والسابعة وفاة النبى صلى الله عليه وسلم فى يوم الاثنين
أما الاول صعد أدريس عليه السلام الى السماء فى يوم الاثنين قوله تعالى وأذكر فى الكتاب أدريس أنه كان صديقا نبيا ورفعناه مكانا عليا وكان أسم ادريس أخنوخ وسمى ادريس لكثرة درسه كتاب الله تعالى وكان يخيط فى كل يوم قميصا وكلما غرز ابرا يسبح الله تعالى فاذا خلص القميص سلمه الى صاحبه ولم يطلب الاجرة ومع ذلك يعبد الله تعالى فى كل يوم وليلة عبادة يعجز الواصفون عن وصفها حتى أشتاق اليه ملك الموت وسال الله تعالى ان يأذن له فى زيارته فأتى على صورة أدمى وسلم عليه وجلس عنده وكان ادريس عليه الصلاة والسلام صائم الدهر فأذا كان وقت أفطاره أتاه ملك بطعام الجنة فيفطر به ثم يقوم ويشتغل بعبادة ربه فاتاه ملك الموت فى تلك الليلة بطعام من الجنة فأكل ادريس عليه السلام وقال لملك الموت كل انت ايضا فلم ياكل فقام ادريس عليه السلام وأشتغل بالعبادة والملك جالس عنده حتى طلع الفجر وطلعت الشمس واستبان النهار والرجل جالس عنده فتعجب ادريس عليه السلام وقال ياهذا أتسير معى اذا سرت حتى تتفرج فقال ملك الموت نعم فقاما وسارا حتى أتيا مزرعة فقال ملك الموت ياادريس أتاذن لى ان أخذ من هذا الزرع سنابل للاكل فقال ادريس سبحان الله لم تأكل الطعام الحلال بالامس وتريد اليوم الاكل من الحرام فمضيا حتى مضى عليهما اربعة ايام وكان ادريس يرى منه ما يخالف طبع البشر فقال من انت فقال انا ملك الموت قال انت الذى تقبض الارواح قال نعم فقال له ادريس انت عندى منذ اربعة ايام فهل قبضت روح احد قال نعم قبضت ارواحا كثيرة وارواح الخلق عندى كالمائدة لأتناول منها كما تتناول اللقمة فقال ادريس يا ملك الموت أجئت زائرا أم قابضا فقال جئت زائر بأذن الله عز وجل ثم قال ادريس حاجتى عندك ان تقبض روحى ثم تدعوا الله تعالى ان يحينى حتى أعبد الله تعالى بما ذقت من حرارة الموت فقال ملك الموت انى لا اقبض روح أحد الا بأذن الله عز وجل فأوحى الله تعالى اليه أن أقبض روح ادريس فقبض روح ادريس عليه السلام من ساعته فمات ادريس عليه السلام فبكى ملك الموت عليه السلام وتضرع الى الله تعالى أن يحي صاحبه ادريس فأجاب الله تعالى سؤاله وأحياه فعانقه ملك الموت وقال ياأخى كيف وجدت مرارة الموت قال ان الحيوان اذا سلخ جسده حال حياته فمرارة الموت أشد منه ألف مرة فقال ملك الموت الرفق الذى فعلته بك فى قبض روحك ما فعلته بأحد غيرك قط ثم قال أدريس يا ملك الموت أفهل لك ان تسأل الله تعالى أن ياذن لى فى الدخول الى الجنة وأشرب من مائها لتزول عنى مرارة الموت فأذن الله تعالى لن يدخل الجنة ثم يخرج فدخل الجنة ثم وضع نعله تحت شجرة من أشجار الجنة وخرج وقال يا ملك الموت تركت نعلى فى الجنة فقال فأرجع فخذ نعلك فدخل ولم يخرج فصاح ملك الموت ياادريس اخرج فقال لا لآن الله تعالى يقول كل نفس ذائقة الموت وقد ذقت الموت ويقول الله تعالى وما هم منها بمخرجين فأوحه الله الى ملك الموت دعه فانى قضيت فى الازل ان يكون فى الجنة وأخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قصته فى قول الله تعالى واذكر فى الكتاب ادريس انه كان صديقا نبيا ورفعناه مكانا عليا طوبى لادريس فى الفراديس نال الفراديس فى الدنيا بتدريس أعطاه رب السماء بالدرس سابقه من فضله كفاه شر ابليس
( الثانى ) سافر موسى عليه السلام الى جبل طور سيناء يوم الاثنين............. يتبع
