قال كعب الاحبار رضى الله عنه رأيت فى التوارة ان الله تعالى أخبر قوم موسى عليه السلام عن وقت خروج محمد صلى الله عليه وسلم فلما ولد رسول الله صلى الله عليه وسلم سار الكوكب فعرف اليهود جميعا بذلك خروج محمد صلى الله عليه وسلم الى الدنيا ولكن كتموه حسدا من عند أنفسهم وأخبر قوم عيسى عليه السلام فى الانجيل أن النخلة اليابسة أذا أورقت فهو خروج محمد صلى الله عليه وسلم فلما ولد رسول الله صلى الله عليه وسلم أورقت النخلة اليابسة وأثمرت فعرفوا ذلك بهذه العلامة وكتموا ذلك حسدا من عند أنفسهم وأخبرول فى الزبور أن العين المعروفة التى غاض ماؤها اذا نبع منها الماء فهذا وقت خروج محمد صلى الله عليه وسلم فلما ولد رسول الله صلى الله عليه وسلم نبع منها الماء فعرفوا جميعا بهذة الاية وكتموا ذلك حسدا من عند أنفسهم والسادسة ان حليمة ظئر رسول الله صلى الله عليه وسلم كانت لايدر اللبن من احدى ثدييها فلما وضعتها فى فم النبى صلى الله عليه وسلم در اللبن منها والسابعة لما ولد رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج صوت من زوايا الكعبة من الاولى يقول قل جاء الحق أى الاسلام وما يبدى الباطل وما يعيد أى الكفر ومن الثانية لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم الاية ومن الثالثة قد جاءكم من الله نور هو النبى وكتاب قرأن مبين أى بين ظاهر ومن الرابعة أنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا وروى ان عبد المطلب قال كنت فى الكعبة وفيها أصنام فسقطت الاصنام من أماكنها وخرت ساجدة لله وسمعت صوتا من جدار الكعبة يقول ولد النبى المختار الذى يهلك بيده الكفار ويطهرنى من هذه الاصنام ويأمر بعبادة الملك العلام . ( والخامس ) أول مانزل جبريل عليه السلام الى رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الاثنين وسببه انه عليه السلام عبد الله تعالى عبادة كثيرة وجاهد فى طاعته أربعين سنة حتى أتفق الناس على حسن خلقه حتى قالوا انه محمد الامين فلما طال تهجده غلب شوق الله تعالى على قلبه بحبه عن سائر احبابه وصار دائم التفكر والاحزان فقال عمه حمزة رضى الله عنه لاخته عاتكة ماذا هم محمد صلى الله عليه وسلم فانى اراه مصفر الوجه دائم التفكير غير مستأنس بالناس فما أجابته بشئ ودعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم وقالوا ان كان فى قلبك هم أو داء فى نفسك فاخبرنا عنه حتى نكفيك فلم يجبهم بشئ وقالوا انه يصادق أبا بكر رضى الله عنه فسأله عن ذلك فقال ياأبا بكر القلب فى قلق والنفس فى حرق والعين فى غرق لا أدرى لما سلب منى القرار وغلب على وجهى الاصفرار ثم أخذ الماء واغتسل واتزر بمئزر وارتدى برداء وتوجه نحوجبل حراء ووضع على وجه التراب وبكى بكاء شديد وتضرع الى الله تعالى حتى ضجت الاملاك فى السموات السبع والحور العين فى الجنان وقالوا الهنا نسمع انين محب وضراعة مشتاق فاوحى الله تعالى الى جبريل عليه السلام وقال ياجبيل جاء وقت انزال الوحى واظهار احكام الامر والنهى انزل الى حبيبى وصفى وخيرتى من خلقى بلغه تحيتى واوصل اليه هديتى فنزل جبريل عليه السلام وصاح عليه من الهواء فنظر رسول الله صلى الله عليه وسلم ورأى شخصا بين السماء والارض فنزل اليه فقال اقرأ فهاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال اقرأ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ماأنا بقارئ فقال اقرأ باسم ربك الذى خلق خلق الانسان من علق ثم غاب عن عينى رسول الله صلى الله عليه وسلم فرجع الى منزله وقص القصة لزوجته خديجة رضى الله عنها وقال لها دثرينى ياخديجة فانى قد دهيت فقالت خديجة يا محمد انك تصل الارحام وترحم الايتام وتحب معالى الامور ومحاسن الاخلاق فلا يفعل بك ربك الا مايجمل بك فلعله الناموس الاكبر الذى ياتى الانبياء فلما دثرته نزل جبريل عليه السلام وقال ياأيها المدثر قم فأنذر فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ياخديجة هاهو قد حضر فقالت خديجة يامحمد أنى أكشف شعرى فان كان شيطانا فلا يبرح بمكانه وان كان رسول الله فهو يغيب فلما ابدت شعرها غاب عن عين رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ياخديجة غاب عن عينى فقالت يامحمد اعرض على الاسلام فانك رسول الله وانه الروح الامين فعرض عليها الاسلام فأسلمت فهى اول من أسلم من النساء