فلما خرج جرجيس عليه السلام من بيت الملك داعاه الى السجدة لصنمه فلم يجبه فحبسه فى بيت عجوز لها ابن أصم أبكم أعمى ومنعوه من الطعام والشراب وكان فى بيت العجوز سارية فدعا جرحيس عليه السلام فاخضرت السارية واثمرت بانواع الثمر فجاءت العجوز ورات السارية فاسلمت وسألت جرجيس بأن يدعو لابنها المعلول فدعا له فأزال الله تعالى عنه ما كان فيه فصاح جرجيس عليه السلام وقال يا غلام قال لبيك يارسول الله قال أذهب الى بيت الاصنام وقل لها ان جرجيس عليه السلام يدعوكن فذهب الغلام ودخل بيت الاصنام وكانت سبعين صنما فلما بلغ الرسالة عن جرجيس عليه السلام خرت الاصنام وسعت على رؤسهن بقدرة الله عز وجل الى جرجيس عليه السلام فلما رأها جرجيس عليه السلام أشار الى الارض وركض برجله فانخسفت الارض بها فلما رات امرأة الملك هذه المعجزة صعدت القصر ونادت ياأهل البلدة ارحموا أنفسكم واسلموا فقال لها زوجها أنى رأيت منذ سبعين سنة معجزات كثيرة ما أسلمت فأنك تسلمين برؤية معجزة واحدة فقالت ذلك من شقاوتك وهذا من سعادتى فأمر بقتلها فقتلت ثم ناجى جرجيس عليه السلام ربه وقال ألهى قاسيت منذ سبعين سنة أذى الكفار فلم يبق لى طاقة بعد اليوم فأرزقنى الشهادة وعذبهم عذابا شديدا فلما فرغ من دعائه راى نارا تنزل من السماء فلما دنت النار منهم سلوا سيوفهم وقتلوا جرجيس فنزلت النار وأهلكتهم جميعا وكان ذلك يوم الثلاثاء . ( الثانى قتل يحي عليه السلام يوم الثلاثاء ) وذلك انه كان ملك فى بنى اسرائيل له زوجة ولها بنت من غيره فأرادت المراة ان تزوج بنتها لزوجها خوفا من ان يتزوج غيرها فأصطنعت وليمة ودعت يحي عليه السلام فاستأذنته فى ذلك الامر فقال يحي عليه السلام هذا حرام فى دين الاسلام وخرج من عندها فغضبت عليه واحتالت فى قتل يحي عليه السلام فسقت زوجها من الاشربة المسكرة فلما سكر زينت بنتها وعرضتها عليه وقالت ان يحي يأبى عليك أن ازوجك بها فاحضر الملك يحي عليه السلام وقال له ما تقول فى هذا الامر قال انه حرام فأمر بذبحه فذبحوه كما تذبح الشاه فبكت ملائكة السموات وقالت الهى بأى ذنب قتلوا يحي عليه السلام قال الله تعالى ماأذنب يحي عليه السلام ولا هم بالذنب قطو لكن أحبنى فأحببته ولابد فى الحب من القتل وحكى عن حسين الحلاج رحمة الله عليه أنهم حبسوه ثمانية عشر يوما فجاء الشبلى رحمة الله عليه فقال ياحسن ما المحبة فقال لا تسألنى اليوم واسألنى غدا فلما جاء الغد أخرجوه من السجن ونصبوا الجذع لاجل قتله فمر الشبلى بين يديه فنادى ياشبلى ألمحبة اولها حرق واخرها قتل وحكى عن ابى يزيد البسطامى رحمة الله عليه انه كان يمشى فى البادية فرأى اربعين شابا من أصحاب الطريقة ماتوا جميعا جياعا عطاشا فناجى ابو اليزيد ربه وقال الهى كم تقتل الاحباب والى كم تريق دم الاصحاب فسمع هاتفا يقول ياأبا اليزيد أريق الدم واعطى ديته فقال ما دية هؤلاء فسمع هاتفا يقول دية مقتول الخلق الدنيا ودية مقتول الحق رؤية الغفار * وسئل ابو بكر الشبلى عن المحبة فقال : من عرف الله حق معرفته * فى عظمته تحير فى قدرته ومن شرب بكاس حبه * غرق فى بحر أنسه
( الثالث قتل زكريا عليه السلام فى يوم الثلاثاء ) .........يتبع