فلما بلغت النبوة الى محمد صلى اله عليه وسلم قال البينة على من أدعى واليمين على من أنكر حتى لا يهتك ستر من كان كاذبا فأذا لم يهتك ستر من كان كاذبا فى الدنيا فى الدعوى فكيف يهتك ستر من صدق بشهادة لا اله الا الله محمد رسول الله فى العقبى وفى الخبر اذا كان يوم القيامة يأمر الله تعالى كل نبى أن يحاسب مع أمته ويقول لمحمد صلى الله عليه وسلم لا تحاسب مع أمتك فيفاجئ رسول الله صلى الله عليه وسلم ويقول ألهى اجعل حساب أمتى فى يدى لا يطلع على مساويهم غيرى فيقول الله عز وجل يا محمد انك تريد أن لا يطلع على مساويهم غيرك وانا أريد أن لا يطلع على مساويهم أحد غيرى لا أنت ولا ملك مقرب . رجعنا الى القصة فلما تقبل قربان هابيل حسده قابيل فقال لآقتلنك فاجابه هابيل وقال كما قال الله تعالى أنما يتقبل الله من المتقين .
( نكتة ) سبعة أشياء يتمناها كل الناس ولكن وعدها الله المتقين , أولها كل الناس يتمنى ان يكفر الله سيئاته ولكن وعدها الله المتقين قوله تعالى ومن يتق الله يكفر عنه سيأته ألاية * وثانيها كل الناس يتمنى ان ينجو من النار ولكن وعدها الله المتقين قوله تعالى وينجى الله الذين اتقوا بمفازتهم الآية , والثالث كل الناس يتمنى ان يجد خيرا لعاقبته ولكن وعد الله تعالى المتقين قوله تعالى والعاقبة للمتقين , والرابع كل الناس يتمنى ان يرث ملك الجنة ولكن وعدها الله تعالى المتقين قوله تعالى تلك الجنة التى نورث من عبادنا من كان تقيا * والخامس كل الناس يتمنى ان يجد الفوز والنصرة من الله تعالى ولكن وعدها الله تعالى المتقين قوله تعالى ان الله مع الذين أتقوا والذين هم محسنون * والسادس كل الناس يتمنى ان يجد محبة الله تعالى ولكن وعدها الله تعالى المتقين قوله تعالى ان الله يحب المتقين * والسابع كل الناس يتمنى ان يتقبل منه الطاعة والدعاء ولكن وعدها الله المتقين قوله تعالى أنما يتقبل الله من المتقين . صدق الله العظيم فلما قال قابيل لاقتلنك قال هابيل لئن بسطت الى يدك لتقتلنى ماأنا باسط يدى اليك لاقتلك انى أخاف الله رب العالمين فمازال قابيل يطلب الفرصة ليقتله ففى يوم من الايام ذهب فى طلبه فوجده نائما عند غنمه فرفع حجرا بتعليم أبليس عليه اللعنة وضرب رأس هابيل فقتله وكان يوم الثلاثاء فلما أراق دمه أجتمعت النسور فتحير قابيل فى كتمه فأخذ يدور به الارض فبعث الله تعالى غرابا يبحث فى الارض ليريه كيف يوارى سوأة أخيه فبحث الغراب الارض فكتم فيها شيئا ثم سوى عليه التراب فلما رأه قابيل قال أعجزت ان أكون مثل هذا الغراب فاوارى سوأة أخى فاصبح من النادمين يعنى ندم على كونه عاجزا عن كتم أخيه ولم يندم على قتله لانه لو كان نادما على قتل أخيه لصار ندمه توبة وانه مات بغير توبة نظيره قوله تعالى فعقروها فأصبحوا نادمين ندموا على انهم لم لا قتلوا حوار الناقة ولم يندموا على قتل الناقة , فلما وارى أخاه فى التراب رجع الى منزله وكان أدم عليه السلام ذهب الى بيت الله الحرام فرجع أدم عليه السلام بعد أيام فأستقبله جميع أولاده فقالوا غاب هابيل منذ أيام ولا ندرى أين هو فاغتم أدم عليه السلام وبات تلك الليلة فرأى فى منامه هابيل يناديه من بعيد ياأبت الغوث فأنتبه من نومه مذعورا وبكى فنزل جبريل عليه السلام ورفع رأسه ووضعه فى حجره فلما أفاق قال يا جبريل أين أبنى هابيل فقال جبريل عليه السلام ياأدم عظم الله أجرك فى هابيل قد قتله قابيل فقال أدم عليه السلام أنا برئ من قابيل وقال جبريل عليه السلام انا برئ من قابيل ثم قام أدم عليه السلام وقال يا جبريل أرنى قبر ولدى فاراه قبره ورأه متلطخا بالدماء فصاح وحسرتاه وا ولداه واحبيباه وبكى حتى بكت ملائكة السموات السبع لبكائه وقالت ألهنا بكى أدم عليه السلام ثلاثمائة عام ولم يسترح ألا مدة يسيرة ثم أشتغل بالبكاء قال الله تعالى نعم أن الدنيا دار الفناء والبلاء والعناء والبكاء وكان أدم عليه السلام اذا بلغ واديا بكى الوادى لبكائه واذا صعد جبلا بكت الحجارة لبكائه واذا لقى شيئا من الوحوش فرت منه وقالت ليس له وفاء من لا يرحم أخاه فكيف يرحمنا