( السادس ) دخل موسى عليه لسلام مصر يوم الخميس قوله تعالى ودخل المدينة على حين غفلة من أهلها . أختلف العلماء فى دخول موسى عليه السلام قال السدى رحمه الله ان موسى عليه السلام لما كبر وترعرع كان يركب مع فرعون وكان يوما راكبا مع فرعون ثم رجع ودخل المدينة وقت القيلولة * وقال محمد بن اسحق رحمه الله ان موسى عليه السلام لما ترعرع وتم عقله عرف بضلال فرعون فتبرأ عنه وخرج من المدينة وتبعه قوم بنى اسرائيل ففى يوم من الايام رجع الى المدينة ودخل وقت القيلولة وقال ابو يزيد رحمه الله ان موسى عليه السلام لما ضرب فرعون اخرجه فرعون من المدينة ثم رجع موسى عليه السلام ودخل المدينة وقت الغفلة وفى أظهر الروايات وقت القيلولة . وقال الحسن البصرى رحمة الله عليه كان يوم العيد وقال مقاتل رحمة الله عليه كان بين المغرب والعتمة فوج فيها رجلين يقتتلان احدهما من بنى اسرائيل والاخر من اتباع فرعون فأستغاث الرجل الذى هو من بنى اسرائيل فاغاثه موسى فوكز الاخر فقتله فخاف موسى عليه السلام وقال الهى تبت فلا افعل مثله بعد هذا اليوم ولم يقل انشاء الله تعالى قال رب بما أنعمت على فلن اكون ظهيرا للمجرمين فرجع فى اليوم الثانى فرأى الذى أغاثه يخاصم مع واحد من الفرعونيين فقال انك لغوى مبين حتى قاتلت أمس رجلا وقتلته بسببك وتقاتل اليوم مع اخر . قال ابن عباس رضى الله عنهما ثم مد يده وهو يريد ان يبطش بالفرعونى فنظر الاسرائيلى الى موسى فاذا هو غضبان كغضبة بالامس فخاف ان يكون اياه أراد ولم يكن ولم يكن أراده وأنما أراد الفرعونى فقال ياموسى أتريد ان تقتلنى كما قتلت نفسا بالامس فلما سمع القبطى ما قال الاسرائيلى أنطلق الى فرعون فأخبره بذلك فأمر فرعون بقتل موسى عليه السلام ومن هذا قيل عدو عاقل خير من صديق جاهل والاشارة فيه ان موسى كان كريما والاسرائيلى لئيما وموسى عليه السلام لم ينظر الى لؤمه ولكن عامله بكرمه كذلك الرب الكريم يعامل عبده العاصى بكرمه ولا ينظر الى لؤمه .
( السابع ) دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة يوم الخميس .....