السبعيات فى مواعظ البريات ( 42 )

( رجعنا الى القصة ) ثم قالت خديجة يا عاتكة انى أستاجرت كل أجير بعشرين دينارا فأستاجرت محمدا بخمسين دينارا فرجعت عاتكة مسرورة وأخبرت أبا طالب فقال لمحمد اذهب الى بيت خديجة وأشتغل بما تأمرك به فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم الى باب دارها كئيبا حزينا ودموعه تقطر على خديه فبكت ملائكة السموات لبكائه رحمة عليه فلما أن رحيل العير جاء  ميسرة امير الركب وقال يا محمدا البس لباسا من صوف وضع قلنسوة الجمال على رأسك وخذ زمام القطار وتوجه نحو الشام ففعل ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم ودخل الطريق باكيا وقال فى نفسه اين والدى عبدالله وأين والدتى أمنة كى تبصر حال ولدها فوقع الانين فى الملائكة لبكائه ومناجاته ( نكتة ) يا أمة محمد صلى الله عليه وسلم ابكوا ثم ابكوا على نبيكم ورسولكم لان الملائكة فى السماء بكت من قبلكم فأذا بكت أمة محمد صلى الله عليه وسلم عند ذكره تناجى الملائكة ويقولون الهنا وسيدنا ومولانا ماذا لآمة محمد فيوحى الله تعالى اليهم ان عالما حدث حديث رسولى فيهم فيبكون لاجل ما اصابه من الشدة والمحنة ثم يقول الله تعالى أشهدكم يا ملائكتى انى قد أعتقت جميعهم من نارى وعذابى ثم أرسل الله تعالى مزنة بيضاء تظلل على رأس رسول الله صلى الله عليه وسلم فى حر الحجاز وكانت خديجة رضى الله عنها أوصت ميسرة أن يلبس محمدا صلى الله عليه وسلم أفضل الثياب ويركبه أفخر الدواب ففعل ما أمرته خديجة وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم ينام على البعير والمزنة تظلله والنسيم يروحه حتى وصل العير الى صومعة راهب كانت فى الطريق فنزل عندها تحت شجرة فخرج الراهب من صومعته ورأى رسول الله صلى الله عليه وسلم والمزنة تظلله فتفرس بذلك انه نبى فاتخذ ضيافة ودعاهم الى صومعته ليعلم أيهم صاحب تلك الكرامة فذهبوا بأجمعهم وتركوا محمدا صلى الله عليه وسلم عند دوابهم وأثقالهم فخرج الراهب من صومعته نحو الشجرة فراى المزنة لم تزل من مكانها فسألهم هل بقى منكم احد عند الاثقال فقالوا لا الا يتيما أجير يرعى الجمال ويحفظ الاثقال فقدم الراهب نحوه وأتى اليه فلما دنا منه قام رسول الله صلى الله عليه وسلم اليه وصافحه فأخذ الراهب بيده وأتى به الى صومعته فلما فلما قصد رسول الله صلى الله عليه وسلم المشى نظر الراهب الى المزنة فرأها تسير بحذاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم صومعة الراهب وجلس الى المائدة خرج الراهب ونظر الى المزنة فرأها واقفة على باب صومعته فدخل وقال ياشاب من أى بلدة أنت قال من مكة قال من أى قبيلة قال من قريش قال من أى أصل قال من بنى هاشم قال ماأسمك قال محمد فوقع الراهب عليه وقبله بين عينيه وقال لا اله الا الله محمد رسول الله ثم قال الراهب أرنى علامة واحدة ليطمئن قلبى ويزداد يقينى فقال ما هى قال تجرد من ثيابك حتى أرى ما بين كتفيك فأن فيها خاتم نبوتك وعلامة رسالتك فكشف عن كتفه فرأى الراهب خاتم النبوة مكتوبا عليه بخ بخ منصور وتوجه حيث شئت فانك منصور فمسح الراهب وجهه عليه وقال يازين القيامة يا شفيع الامة يا رفيع الهمة يانبى الرحمة فأسلم الراهب وحسن اسلامه ( نكتة ) ...........يتبع     

المشاركات الشائعة