قال بعض العلماء ان عائشة رضى الله عنها كانت تفتخر على ازواج رسول الله صلى الله عليه وسلم بثلاثة أشياء تقول تزوجنى رسول الله صلى الله عليه وسلم وانا بكر والثانى أن الله تعالى زوجنى به فى السماء والثالث ان الله تعالى أنزل ب فى حقى أيات ولعن من بهتنى كما قال الله تعالى أن الذين يرمون المحصنات الغافلات المؤمنات لعنوا فى الدنيا والاخرة وقصته ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان اذا اراد ان يخرج الى سفر أقرع بين نسائه فايتهن خرج اسمها ذهب بها قالت عائشة رضى الله عنها فاقرع بيننا رسول الله صلى الله عليه وسلم فى غزوة بنى المطلق خرج فيها سهمى فخرجت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وذلك بعد ما نزلت أية الحجاب قوله تعالى ياأيها الذين أمنوا لا تدخلوا بيوتا غير بيوتكم ألاية فأتخذ لى هودجا فحملت فيه فلما رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم من الغزاة ودنونا من المدينة فنزلنا ليلة فخرجت من هودجى وذهبت الى موضأ أتوضأ فتوضأت ورجعت فلمست صدرى فاذا عقدى انقطع وسقط منه اللالئ والجزع اليمانى فرجعت فألتمسته وأذن بالرحيل فحبسنى طلب العقد فرحل الجيش فحملوا هودجى ووضعوه على البعير الذى كنت أركبه وهم يحسبون انى فى الهودج وكنت جارية حديثة السن خفيفة النفس فساروا فجئت منازلهم وليس فيها داع ولا مجيب فنمت فى منزلى الذى كنت فيه وظننت ان القوم سيفقدونى ويرجعون الى فبينما انا جالسة غلبتنى عيناى فنمت وكان صفوان بن المعظل السلمى ثم الذكوانى يحرس وراء الجيش فلما أصبح الصباح رأى سواد أنسان نائم فأتانى فاعرفنى وقدكان يرانى قبل ان يضرب على الحجاب فاسترجع فاستيقظت بأسترجاعه فخمرت وجهى بجلبابى والله ما كلمنى بكلمة ولا سمعت منه كلمة غير استرجاعه ثم أناخ راحلته فركبتها فانطلق يقود الراحلة حتى أتيت الجيش بعد ما نزلوا وهلك من هلك فى وكان اول من تكلم فى بالافك والبهتان عبدالله بن أبى ابن سلول رأس المافقين ثم مسطح أبن خالة أبى بكر فقدمنا المدينة فمرت أيام ورسول الله صلى الله عليه وسلم ليس معى كما كان فاشتكيت أياما ورسول الله صلى الله عليه وسلم يدخل ويسلم ولم يقل الا كيف تيكم وذلك يحزننى ولا اشعر بالشر فخرجت ليلا لشغل مع أم مسطح فعثرت أم مسطح فقالت تعس مسطح فقلت لها بئس ما قلت قالت ألم تسمعى ما قال قلت ما قال فأخبرتنى بقول أهل ألافك فاذددت مرضا على مرضى فلما دخلت الى بيتى ودخل الى رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت أتأذن لى ان أذهب الى بيت أبى فأذن لى أن أذهب الى بيت أبى فذهبت وكنت أبكى يوما وليلا ولا أكتحل بنوم وأبواى يظنان ان البكاء فالق كبدى فبينما هما جالسان عندى اذ دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم وجلس ثم قال أما بعد يا عائشة فانه بلغنى كذا وكذا فان كنت بريئة فيبرئك الله وان كنت ألممت بذنب فاستغفر الله وتوبى اليه فأن العبد اذا أعترف بذنبه ثم تاب تاب الله عليه وكانت تقطر دموعى على خدى فقلت لابى أجب رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما قال فقال والله لا أدرى ماأقول لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت لامى أجيبى رسول الله فقالت والله لا ادرى ما أقول لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت وأنا جارية جديثة السن لا أقرأ كثيرا من القرأن والله لقد عرفت انكم سمعتم بهذا حتى استقر فى أنفسكم وصدقتم به ولئن قلت لكم انى بريئة والله يعلم انى بريئة لا تصدقونى ولا اقول لكم الا كما قال أبو يوسف لاولاده فصبر جميل والله المستعان على ما تصفون ثم تحولت فاضطجعت على فراشى وانى كنت أحقر نفسى من أن ينزل فى شأنى وحى يتلى ويتكلم الله فى ولكن كنت أرجو أن يرى رسول الله صلى الله عليه وسلم رؤيا يبرئنى الله تعالى بها قالت عائشة رضى الله عنه فوالله ما قام رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا برح أحد من أهل البيت حتى أنزل الله الوحى على رسوله صلى الله عليه وسلم وأخذه ثقل الوحى وعرق جبينه وأحمر وجهه فكان أول كلمة كلمنى بها أن قال ياعائشة أبشرى فقد برأك الله تعالى فقالت لى أمى قومى اليه فقالت والله لا أقوم اليه ولا احمد الله تعالى الذى برأنى ثم تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الذين جاؤا بالافك عصبة منكم الى اخر الايات ثم قال أبو بكر الصديق رضى الله عنه والله لا انفق على مسطح شيا أبدا بعد الذى قال لعائشة ما قال وكان ينفق عليه لقرابته وفقره فأنزل الله تعالى ولا ياتل اولوا الفضل منكم والسعة ان يؤتوا اولى القربى الى قوله الا تحبون أن يغفر الله لكم .
( السابع ) نكاح على رضى الله عنه فاطمة الزهراء رضى الله عنهما ...يتبع