وأعلم ان هذا الحديث من جوامع الكلام التى اوتيها صلى الله عليه وسلم وقاعدة عظيمة من قواعد الدين ولهذا الحديث دخل فى كثير من الاحكام كالصلاة بانواعها فانه اذا عجز عن بعض اركانها أو بعض شروطها أو عن غسل بعض اعضاء الوضؤ أو وجد بعض ما يكفيه من الماء لطهارته أو لغسل نجاسة أو وجبت عليه ازالة منكرات أو فطرة جماعة وامكنه البعض أو وجد بعض ما يستر عورته أو حفظ بعض الفاتحة أتى بالممكن فى جميع ذلك واشباهه لانه مستطاع واشياء هذا غير منحصرة ومحله فى كتب الفقه والمقصود هنا التنبيه على اصل ذلك ومصداق ما ذكر فى هذا الحديث قول الله تعالى فاتقوا الله ما استطعتم المبين لقوله تعالى فى الاية الاخرى اتقوا الله حق تقاته اذ حق تقاته هو امتثال أمره واجتناب نهيه ولم يأمر سبحانه وتعالى الا بالمستطاع لقوله تعالى لا يكلف الله نفسا الا وسعها وقوله تعالى وما جعل عليكم فى الدين من حرج . .......... يتبع