المجلس الثانى ( فى الحديث 3 )

قال الله تعالى ياأيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحا وقال ياايها الذين أمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم . صدق الله العظيم أمر الله تعالى المؤمنين أن يتحروا أكل الحلال كما ذكر وان يقوموا بحقوقه تعالى فقال واشكروا الله اى على ماأحل لكم ان كنتم أياه تعبدون اى ان صح انكم تخصونه بالعبادة فأن عبادتكم لا تتم الا بالشكر .

( تنبيه ) الخطاب بالنداء لجميع الانبياء لا على انهم خوطبوا به دفعة واحدة أذ هم كانوا فى أزمنة  وخص الرسل بالذكر تعظيما لهم وفيه تنبيه على ان اباحة الطيبات لهم شرع قديم ورد للرهبانية فى رفض الطيبات وان الشخص يثاب اذا أكل طيبا قصد به القوة على الطاعة واحياء نفسه بخلاف ما اذا اكل تشهيا وتنعما . 

( وأعلم ) ان أفضل ما أكلت منه كسبك من زراعة لانها أقرب الى التوكل ثم من صناعة لان الكسب فيها يحصل بكد اليمين ثم من التجارة لان الصحابة رضى الله عنهم كانوا يكتسبون بها ويحرم ما يضر بالبدن والعقل كالحجر والتراب والزجاج والسم كالافيون وهو لبن الخشخاش ويجرم اكل لحشيشة ويسن ترك التبسط فى الطعام المباح لانه ليس من اخلاق السلف هذا اذا لم تدع اليه حاجة كقرى الضف واوقات التوسعة على العيال كيوم عاشوراء ويومى العيد ولم يقصد بذلك التفاخر والتكاثر بل تطييب خاطر الضيف والعيال وقضاء وطرهم مما يشتهونه قال علماؤنا وفى اعطاء النفس شهواتها المتاحة مذاهب حكاها الماوردى منعها وقهرها كيلا تطغى اعطاؤها تحيلا على نشاطها أو بعث لروحانيتها قال والاشبه التوسط بين الامرين لان اعطائها الكل سلاطة سلاطة عليه وفى منعها بلادة ويسن الحلو من الاطعمة وكثرة الايدى على الطعام وان يحمد الله تعالى على عقب الاكل والشرب . روى ابو داود باسناد صحيح أنه صلى الله عليه وسلم كان اذا أكل أو شرب قال الحمد لله الذى أطعم وأسقى وسوغه وجعل له مخرجا وأداب الاكل والشرب كثيرة وشهيرة ............ يتبع  

المشاركات الشائعة