( ثم ذكر ) أبو هريرة رضى الله عنه بعد ما تقدم ما بقى من الحديث فقال ( الرجل يطيل السفر ) أى لما هو طاعة كالسفر للحج والجهاد وغيرهما من اسفار الطاعة ( قوله أشعث ) أى مغبر الرأس ( أغبر ) أى البدن والثوب ( يمد ) أى عند الدعاء ( يديه الى السماء ) أى الى جهتها يقول ( يارب يارب ) وفيما ذكره دلالة على ان ذلك من اداب الدعاء وهو كذلك لما ورد أنه صلى الله عليه وسلم رفع يديه فى دعاء الاستسقاء حتى رؤى بياض أبطه ولقوله صلى الله عليه وسلم ان الله حى كريم يستحى من عبده ان يرفع اليه كفيه ثم يردهما صفرا أى خائبتين ولان السماء قبلة الدعاء ( قوله ومطعمه حرام ومشربه حرام وملبسه حرام وغذى بالحرام فانى ) أى كيف ( يستجاب له ) أى يبعد لمن هذه صفته وهذا حاله ان يستجاب له وفى هذا الحديث فوائد منها بيان شرط الدعاء وموانعه وادابه ومنها ان لا يدعوا بمعصية ولا بمحال ومنها ان يكون حاضر القلب للنهى عن الدعاء مع الغفلة وان يحسن ظنه بالاجابة ومنها ان لا يستعجل فيقول دعوت فلم يستجب لى اذ هو سؤ ادب فيقطعه عن الدعاء فتفوته الاجابة فقد قال صلى الله عليه وسلم أعظم الناس ذنبا من وقف بعرفة فظن ان الله لم يغفر له ومنها ان لايخرج عن العادة خروجا بعيد لما فيه من سؤ الادب أيضا لان الله تعالى قد أجرى الامور على العادة فالدعاء بخرقها تحكم على القدرة قال بعضهم الا أن يدعوه باسمه الاعظم فيجور ناسيا بالذى عنده علم من الكتاب اذ دعا بحضور عرش بلقيس فاجيب . ....... يتبع