صفة خلق ادم عليه السلام 2

( صفة خلق أدم عليه السلام 2)
ولم يخل سبحانه وتعالى خلقه من نبى مرسل أو كتاب منزل أو حجة لازمة او محجة قائمة . رسل لا تقصر بهم قلة عددهم ولا كثرة المكذبين لهم . من سابق سمى له من عده او غابر عرفه من قبله على ذلك نسلت القرون ومضت الدهور وسلفت الاباء وخلفت الابناء الى ان بعث الله سبحانه محمدا رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم لانجاز عدته وتمام نبوته ماخوذا على النبيين ميثاقه مشهورة سماته كريما ميلاده واهل الارض يومئذ ملل متفرقة واهواء منتشرة وطوائف متشتته بين مشبه لله لخلقه . او ملحد فى اسمه او مشير الى غيره فهداهم به من الضلالة وانقذهم بمكانة من الجهالة ثم اختار سبحانه لمحمد صلى الله عليه وعلى اله سلم لقاءه ورضى له ما عنده واكرمه عن دار الدنيا ورغب به عن مقارنة البلوى فقبضه اليه كريما صلى الله عليه وعلى اله وسلم وخلف فيكم ما خلفت الانبياء فى اممها اذ لم يتركوهم هملا بغير طريق واضح ولا علم قائم .كتاب ربكم فيكم مبينا حلاله وحرامه وفرائضه وفضائله وناسخه ومنسوخه ورخصه وعزائمه وخاصه وعامه وعبره وامثاله ومرسله ومحدوده ومحمكه ومتشابهه مفسرا مجمله ومبينا غوامضه بين مأخوذ ميثاق علمه وموسع على العباد فى جهله وبين مثبت فى الكتاب فرضه ومعلوم فى السنة نسخه وواجب فى السنة اخذه ومرخص فى الكتاب تركه وبين واجب بوقته وزائل فى مستقبله وباين بين محارمه من كبير اوعد عليه نيرانه او صغير ارصد له غفرانه وبين مقبول فى ادناه وموسع فى اقصاه . ( منها فى ذكر الحج ) وفرض عليكم حج بيته الحرام الذى جعله قبلة للانام يردونه ورود الانعام ويألهون اليه ولوه الحمام جعله سبحانه وتعالى علامة لتواضعهم لعظمته واذعانهم لعزته واختار من خلقه سماعا اجابوا اليه دعوته وصدقوا كلمته ووقفوا مواقف انبيائه وتشبهوا بملائكتة المطيفين بعرشه يحرزون الارباح فى متجر عبادته ويتبادرون عنده موعد مغفرته جعله سبحانه وتعالى للاسلام علما وللعائذين حرما فرض حجه واوجب حقه وكتب عليكم وفادته فقال سبحانه وتعال  ولله على الناس حج البيت من استطاع اليه سبيلا ومن كفر فان الله غنى عن العالمين .تم  

المشاركات الشائعة