قال الله تعالى ( ان الله يأمركم أن تؤدوا ألامانات ألى أهلها ) قيل المراد من ألاية جميع الامانات وعن البراء بن عازب وابن مسعود وابى بن كعب الامانة فى كل شئ الوضؤ والصلاة والزكاة والصوم والكيل والوزن والودائع وقال ابن عمر خلق الله تعالى نوع الانسان وقال هذه الامانة خبأتها عندك فاحفظها الا بحقها * وأعلموا ان كل عضو من اعضاء الانسان امانة * فامانة اللسان ان لا يستعمله فى كذب أو غيبة أو بدعة أو نحوهما وأمانة العين ان لاينظر بها الى محرم وأمانة الاذن أن لا يصغى بها الى استماع محرم وهكذا سائر الاعضاء فهذه كلها أمانات مع الله تعالى وأما مع الناس فرد الودائع وترك التطفيف فى كيل أو وزن أو زرع وشر التجار من اذا اشترى أرخى الذراع واذا باع شد الذراع وأمانة الامراء العدل فى الرعية وامانة العلماء فى العامة أن يحملوهم على الطاعة والاخلاق الحسنة وينهوهم عن المعاصى وسائر القابئح كالتعصبات الباطلة وامانة المراة فى حق زوجها ان لاخونه فى فراشه أو ماله ولا تخرج من بيته بغير أذنه وأمانة العبد فى حق سيده أن لايقصر فى خدمته ولا يخونه فى ماله وقد أشار صلى الله عليه وسلم الى ذلك كله بقوله كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته واما الامانة مع النفس فبأن يختار لها الانفع فى الدين والدنيا وأن يجتهد فى مخالفة شهواتها وارداتها فأنها السم الناقع المهلك لمن اطاعها فى الدنيا والاخرة .....يتبع