قل أمنت بالله ثم استقم ( 2 )

 

قل أمنت بالله ثم استقم ( 2 )

فلما دنت اللبوة من سعيد تحككت به وتمسحت به ثم ربضت قريبا منه وأقبل الاسد فصنع مثل ذلك فلما رأى الراهب ذلك وأصبحوا نزل فسأله عن شرائع دينه وسنن رسوله صلى الله عليه وسلم ففسر له سعيد ذلك كله فأسلم الراهب وحسن اسلامه وأقبل القوم الى سعيد يعتذرون ويقولون يا سعيد حلفنا الحجاج ان نحن رأيناك لا ندعك حتى نشخصك اليه فمرنا بما شئت فقال امضوا لشانكم فأنى لائذ بخالقى ولا راد لقضائه فساروا حتى وصلوا الى واسط فلما انتهوا اليها قال لهم سعيد يا معشر القوم قد تحرمت بكم وصحبتكم ولست أشك أن أجلى قد حضر وان المدة قد انقضت فدعونى الليلة أخذ أهبة الموت واستعد لمنكر ونكير واذكر عذاب القبر وما يحثى على من التراب فاذا أصبحتم فالميعاد بينى وبينكم المكان الذى تريدون فقال بعضهم لا نريد أثرا بعد عين وقال بعضهم قد بلغتم أملكم فلا تعجز واعنه واعنه وقال بعضهم هو على أدفعه اليكم ان شاء الله تعالى فنظروا الى سعيد وقد دمعت عيناه وتغير لونه ولم يأكل ولم يشرب ولم يضحك منذ لقوه وصحبوه فقالوا باجمعهم يا خير أهل الارض ليتنا لم نعرفك ولم نرسل اليك الويل لنا كيف أتينا بك أعذرنا عند خالقنا يوم الحشر الاكبر فانه القاضى الاكبر والعدل الذى لا يجور ثم سألوا الدعاء وقالوا انا لم نلق مثلك ابدا فدعا لهم سعيد فخلوا سبيله وهم مختفون الليل كله فلما انشق عمود الصبح جاءهم سعيد بن جبير يقرع الباب فقالوا من بالباب فقال صاحبكم ورب الكعبة فنزلوا اليه وبكوا معه طويلا ثم ذهبوا به الى الحجاج ........يتبع

المشاركات الشائعة