شهر رمصان 6


 قال محمد بن أبى الفرج  احتجت فى شهر رمضان الى جارية تصنع لنا الطعام فوجدت فى السوق جارية ينادى عليها بثمن يسير وهى مصفرة اللون بحيفة الجسم يابسة الجلد فاشتريتها رحمة لها وأتيت بها الى المنزل وقلت لها خذى أوعية وأمضى معى الى السوق لنشترى حوائج رمضان فقالت يا سيدى انا كنت عند قوم كل زمانهم رمضان فعلمت أنها من الصالحات فكانت تقوم الليل كله فى شهر رمضان فلما كانت اخر ليلة قلت لها أمضى بنا الى السوق لنشترى حوائج العيد فقالت يايا مولاى اى حوائج العيد حوائج العوام أم حوائج الخواص فقلت لها صفى لى حوائج العوام وحوائج الخواص فقالت يا سيدى حوائج العوام الطعام المعهود فى العيد وحوائج الخواص الاعتزال عن الخلق والتفريد والتفرغ للخدمة والتجويد والتقرب بالطاعات للملك المجيد والتزام ذل العبيد فقلت لها انما اريد حوائج الطعام فقالت ياسيدى أى الطعام تعنى طعام الاجساد ام طعام القلوب فقلت صفيهما لى فقالت اما طعام الاجساد فهو القوت المعتاد وأما طعام القلوب فترك الذنوب وأصلاح العيوب والتمتع بمشاهدة قدرة المحبوب والرضا بحصول المقصود والمطلوب وحوائجه الخشوع والتقوى وترك الكبر والدعوى والرجوع الى المولى والتوكل عليه فى السرور والنجوى ثم انها قامت تصلى فقرات فى الركعة الاولى سورة البقرة الى اخرها ثم شرعت فى سورة أل عمران ثم لم تزل تختم سورة بعد سورة حتى وصلت الى سورة ابراهيم الى قوله تعالى يتجرعه ولا يكاد يسيغه ويأتيه الموت من كل مكان وماهو بميت ومن ورائه عذاب غليظ ثم لم تزل تردد هذه الاية وهى تبكى الى أن أغمى عليها ووقعت على الارض فحركتها فأذ هى ميتة رحمة الله عليها فالله درهم من اقوام غسلوا وجوههم بدموع الاحزان وأسهروا عيونهم فى الليل بالذكر وتلاوة القران ونصبوا اقدامهم فى خدمة الملك الديان واجتهدوا فى العمل وبادروا الزمان فكل زمانهم رمضان  


المشاركات الشائعة