أحق الناس بالرحمة
أحق الناس بالرحمة الضعفاء لانكسار خواطرهم بتخلفهم عن مرادهم بواسطة العجز الناشئ عن الضعف فقد يحصل لهم من فيض الرحمة مالا يحصل للاقوياء لقوله تعالى انا عند المنكسرة قلوبهم فلهذا أمر ببقائه فى العرج الذين هم الضعفاء لانهم اقوى نية وأصلح سريرة وأبعد عن الرياء قال ابن الفارض قمع الله من له بعارض فربما بسبب ذلك سبقوا الاقوياء الى النعيم المقيم الى مقام كريم . ثم نهاه عن مقارفة الحسد بان يقول هذا القوى حصلت له بواسطة قوته الاعمال وبلغ منها الامال وما حصل له فاتنى بسبب ضعفى فان الضعيف قد يحصل له بسبب ضعفه ما لا يحصل للقوى الناظر الى قوى نفسه كما يحصل من صغار النخل ثمرة لا تحصل من كبارها ان الله لا ينظر الى صوركم بل ينظر الى قلوبكم فتامل هذا المعنى البديع ( قوله فانما اهلك الذين من قبلكم كثرة مسائلهم ) أى التى لغير الضرورة ( واختلافهم على انبيائهم ) اذا الاختلاف يؤدى الى التفريق ومقصود الشارع صلى الله عليه وسلم الاجتماع ومن ثم يروى ان أبى بن كعب وزيد بن ثابت وغيرهما من أفاضل الصحابة كان اذا سئل عن مسئلة يقول اوقعت هذه فان قيل نعم قال فيها قال فيها بعلمه او احال على غيره وان قيل لا قال فدعها حتى تقع .